في أحد الأيام الصيفية الحارة في القاهرة، كانت ايه، الملتزمة بالأعمال التطوعية بالأولمبياد الخاص المصري، والمتحمسة للمساعدة في الفعاليات الرياضية التي تعزز تضامن المجتمع مع أبطال الاولمبياد الخاص. تستعد ليوم مميّز في حياتها عقب عودتها للعمل التطوعي الذي تفضله وسط ملائكة الأولمبياد الخاص لأول مرة بعد رحلة ولادتها. كانت تشعر بالحماس والفخر للمشاركة كمتطوعة في الأولمبياد الخاص المصري، وهي تعلم أنها لن تكون وحيدة اليوم. فقد كانت ابنتها الرضيعة التي لم تكمل الثمان شهور ، "حياة"، ترافقها في هذه الرحلة الممتعة بالنسبة لها. بدأت "آيه" يومها مبكرًا، حيث أعدت حقيبة الطفلة الصغيرة بكل الضروريات. كانت تعرف أن التزامها بالتطوع لن يتأثر بوجود ابنتها، بل سيصبح مصدر قوة إضافي لها لتقديم أقصى ما لديها للمشاركين في الأولمبياد الخاص المصري. عندما وصلا إلى الصالة الرياضية التي ستلعب فيها مسابقات تنس الطاولة بنادي الزمالك، كانت الأجواء مليئة بالحماس والتفاؤل. التقت آية بزملائها المتطوعين، الذين رحبوا بها "وبحياة" بقلوب مفتوحة. لم تكن هناك أي شكوك بشأن قدرة آية على القيام بواجبها بشكل مثالي، حتى وإن كانت تحتاج أحيانًا لرعاية حياة. خلال اليوم، شاركت آية في تنظيم الفعاليات ومساعدة الرياضيين وتشجيعهم. لم تمانع أبدًا في أن تكون حياة جزءًا من هذا اليوم وهي تحتضنها وتتحرك بها بكل سلاسة وطاقة في كل أرجاء الصالة، حيث كانت حياة تراقب الالعاب الرياضية بدهشة وهي في أحضان أمها. في النهاية، وبينما كانت تجلس آية وتحتضن حياة، شعرت بالفخر والسعادة العميقة. كانت هذه التجربة ليست مجرد يوم تطوعي معتاد، بل كانت درسًا حيًا في الإصرار والتفاني والقدرة على التوازن بين الأمومة والأهداف الشخصية، شعرت فيه آية بالفخر الكبير بما حققته. لم تكن مجرد متطوعة، بل كانت رمزًا للإصرار والقدرة على التوازن بين الحياة الشخصية والمساهمة في الخدمة العامة. كانت تعلم أن حياة ستنمو وتتذكر هذه التجربة كجزء من حياتها، مما يجعل كل جهد قامت به يستحق العناء. وهكذا، استمرت اية في تحقيق أحلامها وأهدافها ورحلتها كمتطوعة في الأولمبياد الخاص، مؤكدة على أن الحب والتفاني يمكن أن يجعلان أي مهمة ممكنة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها، وتثبت للعالم أن التفاني والإيمان بالقيم يمكن أن يغيران العالم، حتى في أصعب الظروف وأكثرها تحديًا.